جلس الطفل محمد كما كان يجلس في سائر الأيام بين تلاميذ قسمه، وفجأة رن جرس الساعة التي كان يخبئها في حقيبته المدرسية.
رنين الجرس المفاجئ جعل أستاذة اللغة الإنكليزية تطلب منه تسليم الساعة. ولما نظر إليها قالت له "إنها تبدو مثل قنبلة"، ليرد عليها الطفل سريعا "لكنها لا تبدو لي كذلك".
لم يقنع كلام المراهق البالغ من العمر 14 عاما أستاذة اللغة الإنكليزية التي استدعت إدارة المدرسة لإخراج محمد من القسم.
يروي الطفل لموقع دالاس مورنينغ نيوز أن إدارة المدرسة أحضرته إلى "غرفة يوجد فيها خمسة ضباط استجوبوني وفتشوا أغراضي وتفحصوا حاسوبي اللوحي".
وبعدها جاء سؤالهم "إذن حاولت صنع قنبلة؟" يجيب محمد "لا، أردت فقط صنع ساعة رقمية".
ومرة أخرى، لم يكن جواب الطفل مقنعا، إذ نقله الأمن إلى مقر الشرطة مصفد اليدين وأجري لها فحص البصمات.
وتقول عائلة التلميذ إنه فصل من المدرسة لثلاثة أيام بعد الحادثة.
طفل مخترع
قبل أن يصنع ساعته الرقمية، كان محمد ضمن فريق المدرسة المكلف بدراسة الروبوتات.
وسبق له أن قام بصنع أجهزة مذياع وبعض الأدوات الأخرى سواء في إطار العمل المدرسي أو بشكل منفرد.
ومساء الأحد، قرر أن يصنع ساعة رقمية صغيرة، فلم يأخذ الأمر منه سوى 20 دقيقة.
وفي الصباح الموالي، أطلع استاذ الهندسة على ساعته الرقمية، فرد عليه الأستاذ "إنها فعلا جميلة.. لكن أود أن أنصحك بأن لا تريها لأي أستاذ آخر".
تضامن واسع
على مواقع التواصل الاجتماعي تداول الآلاف هاشتاغ يندد بحادثة توقيف الطفل محمد منها #IStandWithAhmed و هاشتاق helpAhmedmake# وكتبت صحيفة" واشنطن بوست" في مقدمة مقال لها حول الموضوع إن الحادث "أثار مزاعم حول العنصرية وفجر غضبا على الإنترنت".
وانتقد والد الطفل "الإسلاموفوبيا"، مشددا على أن ولده أوقف فقط لأن "اسمه محمد".
وتقول هذه المغردة إن التضييق على "الطلبة الذين وثقوا فيكم يجعلكم مدرسين فاشلين".
تضامن
الطالب أحمد محمد تلقى خلال الساعات الماضية موجة من التضامن من الشخصيات الأمريكية و على رأسها الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” الذي دعاه من خلال تغريدة على تويتر إلى زيارة البيت الأبيض و حمل ساعته معه، مطالبا بضرورة إلهام الأطفال الأمريكيين لمحبة العلم من خلال قصة أحمد.
Cool clock, Ahmed. Want to bring it to the White House? We should inspire more kids like you to like science. It's what makes America great.
— President Obama (@POTUS) September 16, 2015
لكن الدعوة الأبرز تبقى تلك التي تلقاها “أحمد محمد” من طرف مارك زوكربيرغ الذي دعمه في تدوينة على حسابه على فيسبوك و عبر له عن تضامنه ثم دعاه رسميا لزيارة مقر الشركة لمقابلته.المصدر
ليست هناك تعليقات: